الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

أطلق الأرواح من أصفادها *** في بهيج من رياض الأتقياء

إرهاف للإحساس
 
أطلق الأرواح من أصفادها *** في بهيج من رياض الأتقياء

غاديات رائحات كالسنا *** سابحات بين آفاق الضياء

إنها يا شهر ظمأى فاسقها *** مشتهاها من ينابيع الصفاء

شهوة الأجساد قد ألقت بها *** في قفار ليس فيها من وراء

ما غذاء الجسم في ألوانه *** فيه للأرواح شيء من حباء

إنما الأرواح تحيا بالذي *** في صيام الجسم تزجيه السماء

يا ربيع الروح أقل واعطها *** صولجان الحكم في دنيا الشقاء

كي يعيش الناس من آلائها *** في رفاء وازدهار وارتقاء

هل درى أهل الحجا أن الذي *** شيطن الإنسان في الأرض اشتهاء ؟

زورق الشيطان في وجدانه *** طعمه فيها مع الإفراط داء

ما ارتقت إلا بزهد أنفس *** في طعام عنه عاشت في غناء

واطمأنت في حياة الروح لا *** تبتغي إلا لقيمات وماء

إنما سلطانها من دونه *** كل سلطان به الإنسان باء

حسبه أن أخضع النفس التي *** تسترق الناس حتي الأقوياء

أي سلطان يكف النفس عن *** موبقات غير قيد كالوجاء

إنه الصوم الذي أوحى به *** رحمة بالناس رب الحكماء

فيه ترويض لطبع جامح *** فيه روح فيه للمرضى شفاء

فيه للإحساس إرهاف فلا *** يأخذ الدنيا بعين الأغبياء

ليت من قد أفطروا فيه وعوا *** ما به قد جاء خير الأنبياء !

في كتاب منزل أو سنة *** من بيان ليس فيه من حفاء

من تعامى عن هداه عامدا *** فليسر في غية أنى يشاء

إنما الدنيا سراب خادع *** يصرف اللاهي به عما وراء

كل لذات بها موقوتة *** شفي ثنياها بذور الانتهاء

فاصرف الإحساس عنها وانتظر *** دائم اللذات في دار البقاء

إنه آت بلا ريب فلا *** تغمض الأجفان عن آتي القضاء

محمد عبد الرحمن صان الدين